لمينضة حواص العثماني والإبراهيمي والقبة

لمينضة حواص العثماني والإبراهيمي والقبة

لا يختلف اثنين على أن طبول الحرب بالنسبة للاستحقاقات البرلمانية بدأت تقرع بإقليم برشيد، فهناك أسماء كانت معروفة وهناك أسماء ووجوه جديدة برزت فجأة، ومن شأنها أن تقلب موازين القوى بين الأحزاب السياسية التي ستتبارى على الظفر ب 4 مقاعد برلمانية.

من خلال تتبعنا للحقل السياسي الإقليمي، ومن خلال المعطيات والتجارب الماضية والحاضرة، يمكن أن نرسم تصورا مستقبليا لما يقع، ومن خلال هذه المعطيات وتحليلها، ندعو القراء إلى الإدلاء بآرائهم  من خلال الاستطلاع الذي نتبناه من خلال هذا التحليل السياسي.

الكل يعلم، أن زين العابدين حواص، من الوجوه  التي خبرت السياسة في الإقليم، وحواص رئيس المجلس الجماعي لحد السوالم، لا يختلف اثنين من معارضيه إن لم نقل أعدائه، على مروره "بالفووور"، في حالة ترشحه، فلديه أناسه الذين يصوتون عليه، ولديه استراتيجيته التي يتبناها للظفر بمقعد برلماني.

حواص لن ينس ما فعل به حزب البام عندما قام بتجميد عضويته، ليضطر إلى الانتقال إلى حزب الاستقلال، ويترشح باسمه لخوض الانتخابات الجماعية، التي فازبرئاستها، إلا أنه حرم من منصبه كبرلماني باسم البام، الذي آل لصاحب الصف الثاني نورالبيضي، الذي استشاط غضبا في إحدى اللقاءات مع العامل، حين سلم عليه حواص مخاطبا إياه "أهلا البرلماني ديال 6 أشهر"، ولولا تدخل البعض لتطورت الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه.

لكن المعطى الجديد حاليا في الساحة السياسية، هي الأنباء التي تروج، حول منح تزكية حزب الاستقلال لخالد الإبراهيمي رئيس جماعة سيدي المكي، بدل حواص، وهي قضية استغلت فيها الصحافة والإعلام وطرحت على الرأي العام الإقليمي، فباتت حديث المقاهي والجلسات بشتى أنواعها، وبدأ العديدون يقولون، حزب الميزان لم يمنح التزكية لحواص لأنه يشك في بقائه وعدم متابعته في ملفات شتى، والبعض الآخر يقول أن حواص يفاوض مع حزب الكتاب والبعض الآخر يقول إنه يفاوض مع حزب الوردة.

هنا يجب أن نقف وقفة تأمل، لماذا تم نشر هذا الخبر بهذه الطريقة ؟ وفي هذه الظرفية، هل لتهييج حواص ورفع أسهم الإبراهيمي ؟ أم هي عملية ما يسمى بسياسة شد الحبل ؟ أم أن كل هذا لحاجة في نفس يعقوب، رتب لها البيت الداخلي لحزب الاستقلال ؟ وحاول إلهاء الرأي العام الإقليمي بها، ليشغله ويشغل المرشحين عن مسائل أخرى ؟

الإبراهيمي ليس لديه مشكل في أن يتم منح التزكية له أو لحواص، والإبراهيمي يعلم تماما أن هذا ملعب حواص، لكن لا ننسى أن خالد له محبوه ومؤيدوه، فهو يكتسح الانتخابات الجماعية لسيدي المكي دون منازع، لكن الانتخابات البرلمانية تختلف عن الجماعية تماما لا من حيث الرقعة الجغرافية، و لا من حيث الاستراتيجية المتبعة.

شخصيا لو كنت من بين المرشحين، وكنت أرى أن ولد الفلاح سيكون خصما شرسا لي في انتخابات قبة البرلمان، فلن أكثرت لحزب الاستقلال ولا إلى من سيمنح التزكية هل لحواص أو غيره، بل سأجعل استراتيجيتي أن ولد الفلاح سواء رشح نفسه أو أحد مسانديه، وسواء منح تزكية هذا الحزب أوذاك، فسأجعل من ولد الفلاح وكيل لائحة الحزب X، وسأعد له العدة لسبب بسيط هو أن الانتخابات في إقليمنا هي انتخابات أشخاص وليس أحزاب، وليتذكر الجميع المناورات التي قام بها حواص، خلال الانتخابات الجماعية، عند طرحه لتزكيته بالفايس منفردا.

عبد الكريم لمينضة، الفرايور،  ابن سيدي بنور، الوجه الجديد بالحقل السياسي المحلي، بالنسبة للانتخابات البرلمانية، بات حديث الخاص والعام، وبات يحسب له ألف حساب، واستطاع في ظرف وجيز أن يقظ مضجع حواص، أبرز مرشح بأولاد احريز الغربية، وربما جعل هذا الأخير يعيد جميع حساباته ويعدل استراتيجياته.

لمينضة يدخل أول تجربة للاستحقاقات البرلمانية، يقول المقربون منه إنه حاد الذكاء والدهاء، ولايفوته شيء، والكل يعلم أن عبد الكريم من خلال انتمائه لحزب الفرس، كان السند الكبير لترشح أخيه عبد اللطيف لمينضة للانتخابات الجماعية بالساحل أولاد احريز، واستطاع منصارو حزب الاتحاد الدستوري حصد 10 مقاعد، رغم أنها التجربة الأولى للمينضات خلال الانتخابات، ولا ننسى أنه حتى خلال تكوين المكتب المسير للجماعة استطاع حزب الاتحاد الدستوري اختراق حزب البام، وإزاحة أحمد الرفاعي عن كرسي الرئاسة.

من خلال هذه المعطيات، يجد لمينضة نفسه، الغريم الأول لحواص بأولاد احريز الغربية، ويعول كثيرا على مناصريه، والمعطيات التي جمعها عن المنطقة، من خلال معاشرته مع أناسها، لذلك يمكن القول أن الانتخابات البرلمانية بأولاد احريز الغربية، سيحتدم الصراع فيها ين اسمين لمينضة وحواص.

هنا يمكن القول أن هناك موجة تغيير كبرى، تشهدها منطقة حد السوالم والنواحي، حيث بدأ حجم المعارضة يكبر في وجه حواص، وتحولت المعارضة من معارضة سرية فيما قبل، إلى معارضة علنية لزين العابدين، ليبق السابع من شهر أكتوبر القادم، الكفيل بالإجابة على هذا السؤال، هل سيكذب الماء الغطاس بالنسبة لحواص ؟ أم سينتصر تصميم لمينضة وذكاؤه في الظفر بمقعد أولاد احريز الغربية.

أما بالنسبة لحزب البيجيدي، فقد قلب الموازين، عندما أعلن رسميا عن ترشح سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق والوزير والطبيب، بالمنطقة الوسطى، وبات المرشحون يعيدونحساباتهم، سيما أن القاعدة معروفة بالنسبة لأناس العدالة والتنمية، فلديهم من يصوت عليهم دون حملات انتخابية، حتى إن حملاتهم تكون باهتة مقارنة بالأحزاب الأخرى، علما أن العثماني كان رئيس لمستشفى الأمراض العقلية ببرشيد لمدة 10 سنوات.

ويبقى نور الدين البيضي، الذي أبدت التجارب السابقة، أنه لم يتجاوز سقف 2000 صوت بالإقليم، فهل ستساعده شراسة الحزب والعامل التاريخي له في السياسة  ودعم رئيس بلدية برشيد له، على الظفر بمقعد برلماني، فضلا عن ولد الكياف الذي يعول على الشرق ؟

من خلال هذا التحليل يمكن أن يتبنى قراؤنا استطلاع رأي يبدون من خلاله، إلى من يميلون، أو أي كفة  سيرجحون ؟