جرنان داخة وآخرون
يجري حاليا حراك سياسي ماراطوني بحد السوالم، فبعد طرد حواص من كرسي الرئاسة، لم تمر إلا أيام قليلة جدا، حتى قلب عليه أحمد ابن الطيبي الرئيس الحالي الطاولة، ونكث بوعده معه، بأن لن يمتطي الرئيس الجديد أبدا السيارة االسوداء الفخمة التي في ملك البلدية، والتي كان يهوى حواص أن يوقفها بجانب سلالم البلدية ووجهها يحملق في الشارع الرئيسي، وكأنه كان يقول أنا الرئيس وهذه سياراتي، لكن انقلب السحر على الساحر، فلم يكن أمام ابن الطيبي، إلا أن جر السيارة للميزون، وغير شفرة مفاتيحها، وامتطاها، فشكل ذلك غصة كبرى بحلقوم زين العابدين، الذي يقول مقربون منه، أنه بات يقرع طبول الحرب على ابن الطيبي، ويقسم أنه مستعد للتضحية بالغالي والنفيس، بشرط ألا يظفر ابن الطيبي بالرئاسة، ولم يكن ذنب هذا الأخير، إلى سأمه من محاولة الرئيس السابق المعزول، تسيير البلدية من وراء الستار، وفرض سياسته وارائه وتمريره ما يشاء، وكأنه يحاول أن يقول للدولة طردتموني من الباب وسأدخل لكم من النافدة.
وغريب أمر الحقل السياسي المحلي بحد السوالم، فهاهو كوني يجمع حوله من كانوا يوما أعداء له، من بينهم من كانوا مناصرين وأتباع حواص، والذين كانوا لا يستطيعون تطلاع النفس أو تهباطها إذا تكلم حواص، حيث بعد سقوط المسكين، بات بعض المنافقين الآن، ينعتونه بالديكتاتور والفاسد، وإذا تجرأ أحدهم وأنكر، فأنا على أتم الاستعداد لأسكت أفواها تتشدق وأخرس حناجرها، وأجعلها تلتصق بالحائط وهي نادمة على الكلام.
حقيقة إن السياسة ببلادنا تشبه امرأة ليس لها مبادئ، وتتخذ من النفاق رداء، تظن أنه سيستر عورتها، في حين لا يزيدها إلى عريا وحماقة وسفاقة.
أما صاحبنا داخة، فكان مصيره مصير حواص، إذ قلب معه حزب البام وجهه، وقال له يالله تلاح تبع صاحبك، فما كان منه إلا أن بات يجري بلا عقل، حتى إنه يتوهم أنه انضم لحزب الاستقلال، واضحى هناك مقرين للحزب، أولهما بحي الوحدة فوق مول العلف، ويحمل اسم فرع أولاد احريز الغربية، بمباركة الدكتور جرنان، الذي افتتح المقر وشرع في عقد اجتماعات رفقة داخا، متناسيا ما كبده هذا الأخير لحزب الاستقلال من نزيف، خلال عمله على ترحيل عدد من مناضليه إلى حزب البام، عندما كان بين صفوفه، وثانيهما بالحي الإداري، والدي سبق ان اسس سنة 2009، والمنتمون إليه يطالبون الأجهزة والسلطات على الأقل بتجديد فرع المكتب المنتهية صلاحيته منذ 3 سنوات خلت، عن طريق التعجيل بعقد جمع عام استثنائي، حتى يعرف ما لزيد، ومالعمر، رافضين انضمام داخة باي وجه من الوجوه.
وهناك الفئة الثالثة، بزعامة أولاد الحاج حميد رحمه الله، حيث افتتحوا مقرا تابعا لحزب الحمامة، وينوي أحد أبناء المرحوم الترشح، وهو وجه جديد بالساحة السياسية المحلية، وسنرى فغدا لناظره قريب، فعلى الأقل هناك وجه شاب جديد.
ليست هناك تعليقات: